الأمل الباسم المدير
عدد المساهمات : 911 13176 تاريخ التسجيل : 22/05/2009
| موضوع: شاعر .....................أبيات رفيعة .. الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 9:43 pm | |
|
ضع بين أيديكم هذه الأبيات الرفيعة المقام ، والتي لم يُقل مثلها في مضمونها ، ولا أشبهَ أحدٌ شاعرها .
إنها للمقنع الكندي ، والمقنع الكندي هو :
" محمد بن عميرة ويقال ابن عمير بن أبي شمر بن فرعان، كنديّ شاعر إسلاميّ، قال الهيثم بن عديّ كان المقنّع أحسن الناس وجهاً فإذا سفر لقع، أي أصابته العين فيمرض ويلحقه عنت، فكان لا يمشي إلاّ مقنّعاً."(اللآلي في شرح أمالي القالي للبكري) .
قال المقنع الكندي :
يعاتبُني في الدَّيْنِ قومي وإنَّما :::: ::: ديونيَ في أشياءَ تكسبُهم حمْدا
ألم يرَ قومي كيفَ أوسِرُ مرة ً ::::::: وأعْسِرُ حتى تبلغَ العُسْرةُ الجَهْدا
فما زادني الإقتارُ منهم تقرَّباً ::::: :::: ولا زادني فضلُ الغنى منهمُ بُعدا
أسُدّ ُ بهِ ما قد أخلُّوا وضيعوا ::::::: ثغورَ حقوق ٍ ما أطاقوا لها سَدَّا
وفي جَفنةٍ ما يغلقُ البابُ دونَها :::: ::: مكلّــــــــَلةٍ لحماً مدفـِّقة ثرْدا
وفي فرَس ٍ نـَهْدٍ عتيق ٍ جعلتُهُ ::::::: حِجاباً لبيتيْ ثمَّ أخدمتُه عبْدا
وإنَّ الذي بيني وبينَ بني أبي :::: ::: وبينَ بني عمي لمختلِفٌ جِدَّا
أراهم إلى نصري بِطاءً وإن همُ ::::::: دعوني إلى نصْرٍ أتيتـُهمُ شّدَّا
وإن يأكلوا لحمي وفـَرْتُ لحومَهم :::: :::: وإن يهدموا مجدي بنيتُ لهمْ مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظتُ غيوبَهم ::::: :: وإن همْ هوَوا غيِّيْ هويتُ لهمْ رُشدا
وإن زجروا طيراً بنحس ٍ تمرُّ بي ::::::: زجرتُ لهم طيراً تمرُّ بهمْ سَعْدا
وإن هبطوا غوراً لأمر ٍ يسوؤني :::: ::: طلعتُ لهمْ فيما يسرُّهمُ نـَجدا
وإن قدحوا لي نارَ زَندٍ يشنُني ::::::: قدحتُ لهمْ في نارِ مكرمةٍ زَندا
وإن قطعوا مني الأواصرَ ضلَّة ً :::: ::: وصلتُ لهمْ مني المحبة َ والودَّا
ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهمُ ::::::: وليسَ رئيسُ القومِ مَن يحملُ الحقدا
لهم جُلُّ مالي إن تتابعَ لي غنى :::::: وإن قلَّ مالي لم أكلفـْهمُ رِفْدا
وإني لَعبدُ الضيف ِ ما دامَ نازلاً :::::: وما شيمة ٌ لي غيرُها تشبهُ العبدا
على أنَّ قومي ما ترى عينُ ناظر ٍ:::::: كشيبِهمُ شيباً ولا مردهمْ مُرْدا
بفضلٍ وأحلامٍ وجودٍ وسؤددٍ :::::: وقومي ربيعٌ في الزمانِ إذا شَدَّا
لهم جُلُّ مالي إن تتابعَ لي غنى :::::: وإن قلَّ مالي لم أكلفـْهمُ رِفْدا
رفدا : عطاءً .
فانظروا كيف يعامله أبناء عشيرته ، وكيف يقرب المقنع لهم أسباب المودة . وبعد عتابهم ، وأكلهم لحمه ، وغيهم ،و.... ، يمدحهم مدحا عظيما ، فرغم كل ما أبدوه من عنت وإنكار ، يقول :
على أنَّ قومي ما ترى عينُ ناظر ٍ :::: كشيبِهمُ شيباً ولا مردهمْ مُرْدا
بفضلٍ وأحلامٍ وجودٍ وسؤددٍ ::::: وقومي ربيعٌ في الزمانِ إذا شدَّا
فلا ريب أنه يستحق السيادة والشرف فيهم . وربما هذه هي الصفات التي يجب أن توجد في سيد القوم ، بل أكيد ذلك ؛لأن قائل الأبيات رئيس قومه وكريمهم .
أرجو الله أن تكونوا قد وجدتم في هذه القصيدة المتعة والفائدة . | |
|