حاتم الطائينشأته: حاتم
بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن أمريء القيس 46 ق. هـ
/ 577 م. شاعر جاهلي، فارس جواد يضرب المثل بجوده. كان من أهل نجد، وزار
الشام فتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد
طيء) من قبيلة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة ويعد مضرب المثل في الجود و الكرم. كان يدين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا و
سلمى) التي تسمى الآن منطقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتقع شمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقد ته الشهيرة في بلدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في
حائل له ديوان واحد في الشعر ويكنى حاتم أبا سفانة وأبا عدي وقد أدركت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فأسلما. وأمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم. و كانت ذا يسار وسخاء، حجر
عليها أخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير. نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود
والكرم.
كما اتصف بالروح النبيلة والعاطفة الإنسانية. يتزين
بالسخاء والجود وحب الضيافة بأسمى زينة ولم يكن همه إلا إكرام الضيف..
ينحر لهم الأغنام ويجود عليهم، ويرفه عن المرملين، وينقذ الأسرى.
وكان الكرم طبعاً فيه وغريزة متمكنة، ولم يضرب به المثل في الكرم عن عبث.
ويستدل من أخباره أنه اكتسب الكرم من أمه وأخذه عنها.. إذ قيل أنها كانت
في الجود كابنها لا تدخر شيئاً ولا يسألها أحد شيئاً فتمنعه.. ويروى عنها
انهم وهبوها قطعة من الإبل، فجاءتها امرأة من هوازن، كانت تأتيها في كل
سنة تسألها، فقالت لها: دونك هذه القطعة من الإبل فخذيها، فوالله لقد عضني
من الجوع، ما لا أمنع معه سائلاً أبداً.
ولم تتوقف علامات الكرم عند حاتم، ولكنها تعدته وتناولت ابنته سفانة، ويقال إنها كانت من اجود نساء العرب
ومن
المواقف لحاتم الطائي أثناء أسره لدى بكر ، أن قالت له امرأة من عنزة بن
ربيعه : قم أفصد لنا هذه الناقة ! فقام حاتم ونحر الناقة بدلاً من
فصدها ، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزية التي تزوجها فيما بعد وأنجبت له
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
على حد ذكر ابن الأثير .. فقال حاتم الأبيات التالية بعد نحره
للناقة :إنّ
ابن أسماء لكم ضامن .. حتّى يؤدّي آنسٌ ناويـه لا أفصد الناقة في أنفها.. لكنّني أوجرهـا
العالية .. إنّي عن الفصد لفي مفخر.. يكره منّي المفصد الآليةأقترن
الكرم والجود والسخاء بحاتم الطائي، ونرى ذلك عند نقاشه مع والده عندما قدم لضيوفه
كل الإبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم وعندما تعرفهم كانوا شعراء ثلاثة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكانت وجهتهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فسألوه القرى فنحر لهم ثلاثة من الإبل
فقال عبيد :أنما أردنا بالقرى اللبن وكانت تكفينا بكره إذ كنت لابد متكلفا
لنا شيئا.فقال
حاتم: قد عرفت ولكنى رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فظننت أن البلدان غير واحدة
فأردت أن يذكر كل واحد منكم ما رأى إذا أتى قومه فقالوا فيه أشعارا امتدحوه بها
وذكروا فضله فقال حاتم: أردت أن أحسن إليكم فصار لكم الفضل علي وأنا أعاهد أن أضرب
عراقيب ابلي عن أخرها أو تقوموا إليها فتقسموها ففعلوا فأصاب الرجل تسعة وثلاثون
ومضوا إلى النعمان. وان أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له اين الإبل ؟ فقال حاتم :يا
أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر اثني به علينا عوضا من إبلك فلما
سمع أبوه ذلك قال: أبابلي فعلت ذلك؟
قال: نعم
قال: والله لا أسكانك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما ومعه جاريته وفرسه وفلوها.
فقال حاتم في ذلك: |
|
انى لعف الفقر مشترك الغنى | |
|
وشكلي شكل لا يقوم لمثله | | من الناس إلا كل ذي نيقه مثلى |
وأجعل مالي دون عرضي جنة | | لنفسي واستغنى بما كان من فضل |
وما ضرني ان سار سعد بأهله | | وأفردنى في الدار ليس معي أهلي |
سيكفى ابتنائى المجد سعد بن حشرج | | وأحمل عنكم كل ما ضاع من نفل |
ولى مع بذل المال في المجد صولة | | إذا الحرب ابتدأت من نواجذها العصل |
لم يكن حاتم يمسك شيئا ماعدا فرسه وسلاحه فإنه
لايجود بهما ثم جاد بفرسه في سنه مجدبة
وذبحها وقصة ذبحه لفرسه
حادثة مشهورة ترويها زوجته ماوية فتقول
:أصابت الناس سنة أذهبت الخلف والظلف وقد أخذني وإياه
الجوع أسهرنا فأخذت سفانه وأخذ عديا وجعلنا نعللهم حتى ناما فأقبل علي يحدثني
ويعللني بالحديث حتى أنام ثم قال لي نمتي فلم أجبه فسكت ونظر في الخباء فإذا بشيء
قد أقبل فرفع رأسه فإذا امرأة فقال ما هذا فقالت يا أباعدي أتيتك من عند أولاد
يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب الجائعة فقال أحضري أولادك فوالله لأشبعنهم فرجعت
لأولادها مسرعة فرفعت رأسي وقلت يا حاتم بماذا تشبع أطفالها فوالله ما نام أولادك من الجوع إلا بالتعليل ، فقال
والله لأشبعنك وأشبعن أولادك وأولادها ، فلما جاءت المرأة نهض قائما وأخذ سكينا
بيده وعمد الى فرسه فذبحها ثم أشعل نارا وأعطى المرأة سكينا وقال قطعي وأشوي وكلي
وأطعمي أولادك فأكلت المرأة وأشبعت أولادها فأيقضت أولادي وأكلت وأطعمتهم فقال
والله أن لهذا لهو لؤم تأكلون والنزل مثل حالكم ثم مشى على النزل بيتا بيتا أنهضوا
وأذهبوا حول النار فاجتمعوا على الفرس ولم
يبقوا منها شيئا أما حاتم فتقنع بكسائه وجلس ناحية ولم يذقها وهو أشدهم جوعا
حاتم وقيصر الروم قيل ان أحد قياصرة الروم بلغته أخبار جود حاتم
فأستغربها فبلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزة عنده فأرسل إليه بعض حجابه
يطلبون الفرس فلما دخل الحاجب دار حاتم أستقبله أحسن استقبال ورحب به وهو لا يعلم
أنه حاجب القيصر وكانت المواشي في المرعى فنحر إبلا ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر
يستمحيه الفرس فساء ذلك حاتم وقال :هل علمت قبل الآن فأنى فد نحرتها إذا لم أجد جزورا غيرها فعجب الرسول من سخائه
وقال: والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا.