في السكن الجامعي الخاص بالطلاب كنت دائماً أرى طالب أفغاني مسلم و هو يصلي ، سألت نفسي
لماذا يصلي دائماً بإتجاه واحد ؟
كان هذا السؤال بداية الأسئلة الكثيرة التي تدور في خلدي فلماذا يقولون أن عيسى عليه السلام إبن الله ؟
و كيف يكون كذلك و لابد أن يكون هناك زوجة و زوج وزواج ؟
كل هذه الأسئلة سألتها لهذا الطالب المسلم ، فأجابني أنه يستطيع أن يعرفني على شاب عربي مسلم
يزيدني معرفة حول الإسلام و يجيب عن كل الأسئلة الحائرة بداخلي ..
و هكذا كان .. أتفقنا على موعد محدد جاء فيه الطالب الأفغاني و معه الشاب
العربي و كان مكان اللقاء هو حجرتي الخاصة في السكن الجامعي و طلب مني أن
أسأل ما أريد و قبل ذلك طلب مني طلب
أن نخرج خارج السكن في مكان عام لأنه حرام أن تكون هناك خلوه بين رجل و
أمرأة ، شعرت بإحساس جميل لم أحسه من قبل شعرت بالطمأنينه و السكينه تسري
بداخلي ، و بينما نحن نمشي في الشارع كان يحدثني عن أمه و أخواته و كيف
أنهن يلبسن لباس يستر كامل بدنهن من أعلى الرأس حتى القدمين و أوضح لي أن
الإسلام كرم المرأة لذلك لا يرى جمالها سوى زوجها ..
كان هذا الشاب يحدثني عن أمور كثيرة في الإسلام و كنت أستمع له بكل جوارحي
و أقول في نفسي نعم هذا ما كنت أحلم به يا الله كل ما شعرت أنه خاطئ و
جدته في هذا الدين حرام شعرت بالسعادة التي لم أشعر بمثلها من قبل ..
عدت الى السكن الجامعي و عقلي مشغول بكل الكلام الذي قاله ذاك الشاب و مرت
ساعات و أنا على هذه الحال حتى تفاجأت بمن يطرق باب حجرتي ، فتحت الباب
فوجدته أمامي يعرض علي الزواج !!
قال لي : في حجرتي الآن يوجد ثلاث أشخاص أولهم من سيكتب عقد الزواج أما
الشخصين الآخرون فهم الشهود على زواجنا ، أمامك نصف ساعة سننتظر فيها فإذا
كنت موافقه أخرجي الى حجرتي أما إذا مرت النصف ساعة دون أن تحضري فسأعرف
أنك غير موافقه ..
خرج و تركني في حيرة من أمري هل تعلمون ماذا يعني أن تقرر فتاة مسألة زواجها خلال نصف ساعة!!
و من شاب لم تتعرف عليه سوى قبل ساعات قليلة !! و هو مسلم و أنا ....
و لكن كل هذه التساؤلات ما زادتني إلا إيماناً و سكينة شعرت أن الله يقودني لطريق الخير و الصلاح
يرشدني للصراط المستقيم ..
خرجت في الموعد المحدد و وجدت كل من أخبرني عنهم و قال لي في الإسلام لا
يجوز للمسلم أن يتزوج من كافرة و سألني إن كنت أرغب في أن أكون مسلمة ..
وافقت بعقلي قبل قلبي ، و افقت بكل مشاعري و أحاسيسي ، وافقت بكل قطرة دم تسري في شراييني
نعم هذا الإسلام هو ما أريد هو حلمي هو الشيء الذي كان ضائع مني ..
تزوجت هذا الشاب بعد إسلامي بساعتين و كان نِعم الشاب المسلم الذي علمني أصول الدين بيسر ، علمني
الصلاة و قراءة القرآن و لا زلت الى اليوم أتعلم منه كل أمور ديني ..
و أخيراً
ضحكت لي
الدنيا وأحمد الله في كل لحظة على هذه النعمة العظيمه نعمة الإسلام .. و على نعمة الزوج
الصالح الذي معه أعيش أجمل سنوات حياتي .